فيما يعيد العراق بناء مجتمعه.. برامج المساعدة لكسب الرزق التابعة للمنظمة الدولية للهجرة تغير الحيوات

عبد الملك خالد البالغ من العمر 27 عاما، من سكان شورش، إحدى ضواحي جمجمال في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، فقد الأمل في ممارسة مهنته كفنيّ في مختبر طبي.

فبعد حصوله على دبلوم تقنيات المختبرات الطبية عام 2015، عمل في العديد من الوظائف منخفضة الأجر.

يقول عبد الملك خالد: “لقد تمكنت دائما من العثور على وظيفة – حتى عندما اعتبرها الآخرون غير لائقة، أو عندما دفعوا القليل جدا. لقد عملت كمساعد في سوق صغير وقمت ببيع الفواكه في عربة، والملابس في البازار، وبالونات الأطفال في الشارع؛ حتى أنني عملت كمنظف شوارع لمدة ثلاثة أشهر. هل يمكنك تخيل شعور شخص تخرج كواحد من أفضل الطلاب في صفه، وعليه تنظيف الشوارع لكسب لقمة العيش؟”

ومع ذلك، في عام 2018، طور عبد الملك مقترح مشروع لفتح مختبر طبي وتم اختياره للمشاركة في برنامج المساعدة الفردية لكسب الرزق (ILA) الذي تديره المنظمة الدولية للهجرة (IOM).

ألهم البرنامج عبد الملك وسمح له بأخذ زمام المبادرة وفتح مختبره الخاص في شورش.

“لم أكن ثريا من قبل، لذلك لم أحلم أبدا بامتلاك مختبري الخاص. أشعر أنه عندما تكون فقيرا، فإن خيالك يكون أيضا محدودا ولا يمكنك أن تأتي بأفكار، بينما عندما يكون لديك المال، فإن الأفكار تخطر على ذهنك من العدم”.

وفيما يعيد العراق بناء نفسه بعد سنوات من الصراع المدمر، هناك حاجة إلى الدعم لمواجهة تحديات انعدام الأمن المتبقية، والأضرار التي لحقت بالممتلكات والبنية التحتية العامة، وعدم كفاية فرص الحصول على الخدمات، ومحدودية الفرص الاقتصادية في العديد من المناطق.

“عندما أبلغتني المنظمة الدولية للهجرة أنه قد تم ترشيحي في القائمة المختصرة لبرنامج المساعدة الفردية لكسب الرزق (ILA)، كافحت من أجل التوصل إلى أفكار. قال لي بعض الناس أن أفتح متجرا لتصوير المستندات، لكنني لم أكن مقتنعا بذلك”.

ويضيف: “لقد قضيت الكثير من الوقت أفكر في نوع العمل الذي يجب أن أقترحه. عندما ذهبت إلى مكتب المنظمة الدولية للهجرة ذات صباح، قررت أخيرا تسخير تعليمي وفتح مختبر. وقد تم قبول اقتراحي”.

بالنسبة لعبد الملك، لم يكن بدء وتشغيل المختبر سهلا. استغرق الأمر وقتا والتزاما وخبرة ومالا. وجد شريكا تجاريا ذا خبرة لتأسيس المختبر معه.

“زودتنا المنظمة الدولية للهجرة بالمعدات، ونحن اعتنينا بالباقي. اعتقد والدي أنني مجنون لاقتراح تأسيس مختبر في بلدة صغيرة مثل شورش، لكنني كنت واثقا من نجاحه.”

“كنت سعيدا جدا عندما افتتحنا المختبر في عام 2018. لقد عملت بجد كل يوم وكرست وقتي لإنجاحه، لكننا بالكاد حققنا أي ربح في الأشهر الأولى. في شورش، الناس ليس لديهم الكثير من المال، والكثيرون يطلبون منا تخفيضات، رغم أن أسعارنا رخيصة للغاية”.

لم يُعد المختبر أمل عبد الملك وهدفه فحسب، بل وفر أيضا فرص عمل لثلاثة أشخاص آخرين.

“في العام الأول من افتتاح المختبر، أتت إلينا امرأة من شورش كانت قد درست علم الأحياء الدقيقة الطبية لتطلب وظيفة. لسوء الحظ، لم نكن قادرين على توظيف أي شخص لكنها عرضت بعد ذلك العمل في المختبر كمتطوعة حتى تكتسب الخبرة. فقبلناها. بعد ستة أشهر، رأيت مدى نشاطها والتزامها بالمختبر، لذلك بدأت في دفع الأموال لها من جيبي الخاص؛ كان هذا كل ما يمكنني توفيره. بعد ذلك، قررت أنا وشريكي منحها المال من دخل المختبر أيضا. لحسن الحظ، نما المختبر، واكتسبنا سمعة طيبة في المدينة. اليوم، لدينا ثلاثة أشخاص يعملون لدينا يوميا”.

يواصل عبد الملك توسيع مختبره ومهاراته. وقد التحق بدراسات متقدمة واشترى مؤخرا جهاز تعداد الدم الكامل (CBC) الذي يسمح لهم بالتوسع في نوع الاختبارات التي يقدمونها.

“ما زلت أستفيد من دعم المنظمة الدولية للهجرة. فقد بدأت مؤخرا الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس في نفس مجال تكنولوجيا المختبرات الطبية. بدرجة البكالوريوس، سأكون قادرا على فتح مختبر أكبر وتقديم المزيد من الاختبارات المتقدمة.”

“لن أتمكن من تحمل تكاليف دراستي بدون الدخل من المختبر. يتلقى العديد من الأشخاص دعما من البرنامج، لكنهم لا ينشئون أي شيء عبره (هذا الدعم)؛ فيواجهون نفس التحديات التي واجهوها من قبل في غضون عام. أعتقد أنه إذا كنت صادقا مع نفسك [بشأن الفرصة]، فيجب عليك تسخير هذه الفرص لتكوين مصدر رزق لائق”.

حصل عبد الملك على المساعدة الفردية لكسب الرزق (ILA) من المنظمة الدولية للهجرة في العراق، بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية- مكتب السكان واللاجئين والهجرة.

اترك تعليقا