احتفالاً بما كان يمكن أن يكون عيد ميلاد نيلسون مانديلا الثاني بعد المائة يوم الأربعاء، أشادت نائبة الأمين العام بالرجل الذي قاد الكفاح الذي أنهى نظام الفصل العنصري في موطنه جنوب أفريقيا باعتباره مثالاً على “الشجاعة والرحمة والالتزام الراسخ بالعدالة الاجتماعية والمساواة”.
وقالت السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام، في اجتماع الجمعية العامة للاحتفال باليوم الدولي لنيلسون مانديلا – الذي تم الاحتفال به رسميا يوم الأحد – إن مانديلا المعروف باسم ماديبا “يجسد أسمى تطلعات الأمم المتحدة والأسرة البشرية”.
قالت السيدة محمد إن خطاب الكراهية وإنكار الحقائق أصبحا “سائدين في الديمقراطيات الليبرالية والأنظمة الاستبدادية على حد سواء”، مما يؤدي إلى “طمس الحقيقة والشك في العلم وتقويض المؤسسات الديمقراطية”.
وأشارت نائبة الأمين العام إلى توجه مقلق مفاده بأن “الأشخاص الذين لديهم معرفة قليلة أو معدومة بالحقائق التاريخية مصابون ب ’فيروس التضليل والتشويه‘ ويتبنون الإيديولوجيات العنيفة”.
وأضافت أن كوفيد -19 فاقم هذا الأمر، مما أدى إلى تراجع سنوات من التقدم في الكفاح العالمي ضد الفقر والظلم، وجعل المهمشين والمحرومين يعانون أكثر من غيرهم، وغالبا ما يتم لومهم على مشكلات لم يتسببوا فيها.
الأشخاص المنحدرون من أصل أفريقي والسكان الأصليون والأقليات العرقية أو الدينية – وأولئك الذين فروا من ديارهم كلاجئين – يتحملون وطأة العنصرية وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، وفقا للمسؤولة الأممية.
قالت: “هذه هي العلل التي وقف نيلسون مانديلا في وجهها لخلق إرثه الدائم”.
في أيلول/سبتمبر 2018، جمعت قمة نيلسون مانديلا للسلام في مقر الأمم المتحدة ممثلي الحكومة والمجتمع المدني الذين التزموا بمضاعفة الجهود من أجل عالم مزدهر وشامل وعادل وأعلنوا 2019 إلى 2028 عقد نيلسون مانديلا للسلام.
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: “إنها مسؤوليتنا الفردية أن نتبع مثال ماديبا في التواضع والتسامح والرحمة، بينما ندافع عن الديمقراطية والسلام في جميع أنحاء العالم”.
“لقد أظهرت جائحة كوفيد-19 الأهمية الحيوية للتضامن والوحدة البشرية، وهي القيم التي دافع عنها وجسدها ماديبا في كفاحه طوال حياته من أجل العدالة”.
وحثت الحشد على أن يستلهم من رسالة ماديبا القائلة إن “كل واحد منا يمكن أن يحدث فرقا في تعزيز السلام وحقوق الإنسان والانسجام مع الطبيعة والكرامة للجميع”.
وبما أن الجمعية مكلفة بدعم هذه القيم وحمايتها، قال بوزكير إنه من الصواب “الاجتماع هنا اليوم للاحتفال بهذه المُثُل وتعزيزها وتكريم نيلسون مانديلا”.
قال السيد بوزكير إن اسم مانديلا كان “مرادفا للنضال من أجل العدالة والمساواة”، والذي يجب تذكره عند النظر في محنة 82.4 مليون نازح قسريا في جميع أنحاء العالم، والنساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وعدم التسامح والتمييز العنصري اللذين يهددان بتقويض التقدم الذي حارب بشدة لإحرازه.
“كمجتمع دولي، يجب علينا اتخاذ إجراءات جماعية، قال رئيس الجمعية مؤكدا أنه “لن نحقق أهداف خطة عام 2030 مع استمرار العنصرية والتمييز”.
وقالت ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، في الاجتماع إن “العنصرية المنهجية كان لها تأثير ضار” على المجتمعات في كل مكان.
وقالت: “نحن جميعا مترابطون، ولا يمكن للفرد أن ينمو ويتقدم إلا من خلال نمو وتطور الآخرين”.