في يوم “المرأة والمياه” في قمة شرم الشيخ للمناخ، احتلت المرأة باعتبارها قوة دافعة رئيسية للحلول المناخية، والأثر الحاسم لأزمة المناخ على إمدادات المياه، مركز الصدارة في المناقشات. في غضون ذلك، استمرت المفاوضات بشأن نتائج المؤتمر، حيث دعا مسؤولو الأمم المتحدة إلى “بناء جسور” بهدف تحقيق إنجاز بشأن القضية المهمة المتمثلة في الخسائر والأضرار.
وقالت مناصرة اليونيسف، عائشة نجيب لأخبار الأمم المتحدة يوم الاثنين: “لا يمكن تحقيق أي شيء يخصنا بدون مشاركتنا”، مشيرة إلى أن النساء والفتيات الصغيرات- بكل تنوعهن- قمن بقيادة حركة المناخ لقرون، لذلك لا ينبغي استبعادهن.
“ينبغي أن يكنّ مالكات مشاركات وواضعات لأجندة المناخ، لكن هذا ليس هو الحال الآن، لا تزال قضية النوع الاجتماعي موضع نقاش في غرف التفاوض”.
في الواقع، تواجه النساء والفتيات عقبات أكبر عند محاولة التكيف مع تغير المناخ، ويعانين من تداعيات اقتصادية أكبر، ويتعين عليهن تحمل أعباء زيادة الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي عند وقوع الكوارث، وفوق كل هذا، فإنهن أكثر عرضة للعنف المحتمل الناجم عن الأزمة.
ولكن كما قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن النساء لسن ضحايا، وتشير الأدلة إلى أن تمثيلهن في البرلمانات الوطنية يمكن أن يدفع البلدان إلى تبني سياسات أكثر صرامة بشأن تغير المناخ.
متحدثة في فعالية ركزت على النساء في أفريقيا، قالت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: “النساء والفتيات قائدات أساسيات ومؤثرات وقويات في معالجة أزمة المناخ. لكنهن ما زلن لا يحظين بالتقدير والتقييم الكافيين مع محدودية الوصول إلى خدمات الإرشاد التدريبية والتكنولوجيا اللازمة للتكيف الفعال مع آثار تغير المناخ”.
وقالت إن هناك حلا بسيطا وفعالا للغاية وهو وضع النساء والفتيات في المقدمة.
ماري روبنسون – أول امرأة تتولى رئاسة أيرلندا، ومفوضة الأمم المتحدة السامية السابقة لحقوق الإنسان، وعضوة مؤسسة لمجموعة “الحكماء” التي تضم مجموعة من القادة البارزين الذين يعملون على معالجة بعض أصعب مشاكل العالم – أكدت أيضا على ضرورة أن يعترف مؤتمر المناخ بقيادة النساء والفتيات.
وقالت لأخبار الأمم المتحدة: “نحن(النساء) نتفهم المشاكل الموجودة على الأرض. لدينا قدر أكبر من التعاطف تجاهها، وإدراك أكبر لمدى حقيقتها، ومدى القوة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار في سبيل معالجة الفجوة بين الجنسين”.
وأوضحت السيدة روبنسون أنها بدأت، جنبا إلى جنب مع قيادات نسائية أخرى، حركة للحث على العمل المناخي باتباع نهج نسوي.
“الهندباء هي العشبة الوحيدة التي تنمو في جميع قارات العالم السبع. إنها مرنة للغاية، لا يمكنك التخلص منها. الشعراء يكتبون عنها … لذا، نريد نشر رسالة الإلحاح. ونريد أن تستمع الحكومات على وجه الخصوص”.
المفوضة السامية السابقة هي إحدى الموقعات على وثيقة جديدة يدعمها أكثر من 200 من أكبر قطاعات الأعمال في العالم وأعضاء المجتمع المدني البارزين الذين يحثون الحكومات على مواءمة خططها المناخية مع هدف اتفاق باريس المتمثل في إبقاء درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.
“الحكومات هي التي لا تفعل ما يكفي. وقمة الأطراف هذه معنية بالتنفيذ، ولكن (الحكومات) لا تنفذ”.
متحدثة إلى الصحفيين، قالت لوسي نتونغال، الخبيرة الكينية في مجال المناخ والنوع الاجتماعي من منظمة أكشن آيد غير الحكومية إنها ظلت دائما مفتونة بقدرة المجتمعات في وطنها على التأقلم، لكن هذه المجتمعات لم تعد قادرة الصمود أكثر من ذلك بعد الآن.
“الأولوية بالنسبة للأمهات هي المياه لأن أزواجهن قد تركوا المنزل بحثا عن مراعٍ جديدة. ستخرج هذه الأمهات بناتهن من المدرسة من أجل المشي لأميال للحصول على الماء. وفي نهاية المطاف، يجب أن يخضعن لعملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ليتم تزويجهن لأن الأسرة لا تستطيع إطعام أفواه إضافية”.
يسلط تقرير جديد صادر عن هذه المنظمة غير الحكومية الضوء على أن الخسائر والأضرار المتزايدة الناجمة عن تأثيرات المناخ لها عواقب مدمرة على النساء والفتيات، بما في ذلك زيادة خطر تعرضهن للعنف الجنسي والمنزلي.
وأضافت الناشطة الكينية: “إنها أزمة منسية. ولكن إذا اخترنا تجاهلها، فإننا نقول للفتيات إن قادة العالم لا يهتمون بمستقبلهن بعد الآن. القادة بحاجة إلى وضع أصوات الفتيات والنساء من جنوب الكرة الأرضية- اللواتي يعيشن حقيقة أزمة المناخ- في قلب مفاوضات القمة السابعة والعشرين- لأنهن الأفضل لتقديم الحلول”.
مسلطة الضوء على الموضوع الرئيسي الثاني في مناقشات يوم الاثنين، قالت السيدة نتونغال، إن النساء تضطر حاليا إلى قطع مسافات أطول وأبعد في سبيل العثور على الماء.
تغير المناخ الذي يسببه الإنسان لا يؤدي فقط إلى تغييرات كبيرة في دورة المياه العالمية- مما يجعل المياه أكثر ندرة بسبب الجفاف والتبخر السريع، ولكنه يؤدي أيضا إلى زيادة تواتر أحداث هطول الأمطار الغزيرة، فضلا عن تسريع ذوبان الأنهار الجليدية.
هذه الآثار محسوسة بشكل خاص في البلدان النامية. على سبيل المثال، شهد عام 2021 وحده، ما مجموعه أكثر من 100 حدثا من المخاطر الطبيعية في آسيا، منها 80 في المائة كانت في شكل فيضانات وعواصف، وفقا لتقرير جديد نشرته منظمة الأمم المتحدة العالمية للأرصاد الجوية.
كما رسمت الوكالة الأممية سيناريو مقلقا لما قد يحمله المستقبل للقارة الآسيوية، حيث تتراجع بسرعة الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا وهضبة التبت – والتي تعد المصادر الرئيسية للمياه العذبة لأكثر من مليار شخص.
وأكد هينك أوفينك، وهو مبعوث معني بالمياه من هولندا على الأهمية البالغة لاتخاذ إجراءات فورية بشأن المياه وأضاف: “الماء هو الموضوع الذي نجده في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والصحة والاقتصاد والتعاون الدولي … يجب علينا حقا تغيير سلوكياتنا ومواقفنا وأفعالنا وحوكمتنا وطريقة تنظيمنا حول المياه”.
هولندا هي إحدى الدول التي تقود مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمياه، والمقرر عقده في آذار/مارس 2023.
وفي سبيل أن تكون جزءا من الحل، أطلقت رئاسة قمة شرم الشيخ يوم الاثنين مبادرة العمل على التكيف مع المياه وتعزيز القدرة على الصمود (AWARe) بهدف مضاعفة الجهود بشأن استثمارات المياه والتكيف بالنسبة للمجتمعات والأنظمة البيئية الأكثر ضعفا في أفريقيا.
سيعمل البرنامج على تقليل فاقد المياه، واقتراح وتنفيذ أساليب سياسة للتكيف وتعزيز التعاون.
يعاني حوالي 40 في المائة من سكان العالم من ندرة المياه؛ يتم تصريف 80 في المائة من مياه الصرف الصحي دون معالجة في البيئة، وأكثر من 90 في المائة من الكوارث مرتبطة بالمياه، حسبما أشار الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام.