قال رؤساء ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمة شريكة إن المعلمين يقعون في صميم عملية التعليم، وينبغي أن يقود العمل القيم الذي يؤدونه إلى تحسين رواتبهم وظروف عملهم.
جاء ذلك في بيان مشترك يوم الأربعاء بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين، الذي يتم الاحتفال به في 5 أكتوبر من كل عام.
وقد التزم المجتمع الدولي بتحويل التعليم – وهي عملية ينبغي أن يقودها المعلمون.
هذا هو الاعتقاد الراسخ الذي أعربت عنه أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو؛ جيلبرت هونغبو، مدير عام منظمة العمل الدولية؛ كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، وديفيد إدواردز، الأمين العام للتعليم الدولي.
وقال المسؤولون الأمميون:
“نحتفل في يوم المعلم العالمي بالدور الحاسم للمعلمين في تحويل إمكانات المتعلمين من خلال ضمان حصولهم على الأدوات التي يحتاجون إليها لتحمل المسؤولية عن أنفسهم والآخرين والكوكب. ندعو البلدان إلى ضمان الوثوق بالمعلمين والاعتراف بهم كمنتجين للمعرفة، وممارسين عاكفين، وشركاء في السياسة.”
وذكر البيان أن جائحة كـوفيد-19 بينت أن المعلمين هم المحرك الأساسي لأنظمة التعليم العالمية، فبدونهم من المستحيل توفير تعليم شامل ومنصف وعالي الجودة لكل متعلم. المعلمون أيضا ضروريون للتعافي من الجائحة وإعداد المتعلمين للمستقبل.
وحذر الشركاء من أنه “ما لم نغير ظروف المعلمين، فإن الوعد بهذا التعليم سيبقى بعيد المنال لمن هم في أمس الحاجة إليه”.
وأشاروا إلى أن قمة تحويل التعليم، التي عقدت الشهر الماضي في مقر الأمم المتحدة، أعادت التأكيد على أن إحداث هذا التحول يتطلب العدد المناسب من المعلمين والعاملين في مجال التعليم المتمكنين والمتحمسين والمؤهلين في المكان المناسب بالمهارات المناسبة.
ومع ذلك، في أجزاء كثيرة من العالم، تكون الفصول الدراسية مكتظة، على حد قولهم، والمدرسون قليلون للغاية، علاوة على أنهم يعانون من إرهاق العمل، والإحباط وقلة الدعم.
ونتيجة لذلك، يترك عدد غير مسبوق من المعلمين المهنة. وحدث انخفاض كبير أيضا في عدد الأشخاص الذين يدرسون ليصبحوا معلمين.
وحذر البيان من أنه “إذا لم تتم معالجة هذه القضايا، فإن فقدان مهنة التدريس يمكن أن يكون بمثابة ضربة قاتلة لتحقيق الهدف 4 من أهـداف التنمية المستدامة”، مشيرين إلى الجهود العالمية لضمان جودة التعليم للجميع بحلول عام 2030.
علاوة على ذلك، يؤثر فقدان المعلمين بشكل غير متناسب على الطلاب في المناطق النائية أو الفقيرة، وكذلك النساء والفتيات، والفئات السكانية الضعيفة والمهمشة.
وأشار الشركاء إلى التقديرات الأخيرة التي تكشف عن أن العالم إذا ما أراد أن يحقق التعليم الأساسي الشامل بحلول نهاية العقد، فهناك حاجة إلى 24.4 مليون معلم إضافي في المدارس الابتدائية على مستوى العالم، إلى جانب حوالي 44.4 مليون معلم للمرحلة الثانوية.
سوف تتطلب أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وحدهما 24 مليون معلم إضافي، أي ما يقرب من نصف عدد المعلمين الجدد المطلوب في البلدان النامية.
تضم هذه المناطق بعضا من أكثر الفصول الدراسية اكتظاظا في العالم، وأكثر الأنظمة التعليمية التي تعاني من إرهاق ونقص الموظفين.
يواجه 90 في المائة من المدارس الثانوية في هذين الإقليمين نقصا خطيرا في التدريس.
وقال الشركاء: “لذلك، فإن جلب المعلمين المؤهلين والمدعومين والمتحمسين إلى الفصول الدراسية – وإبقاءهم هناك – هو أهم شيء يمكننا القيام به لتحسين التعلم ورفاهية الطلاب والمجتمعات. يجب أيضا ترجمة العمل القيم الذي يقوم به المعلمون إلى ظروف عمل ورواتب أفضل”.
وفي هذا الصدد، تم تكريم ثلاثة برامج مبتكرة من بنن وهايتي ولبنان لجهودها في تعزيز دور المعلمين وتحويل التعليم، في مجتمعاتها وخارجها.
حازت هذه المشاريع على جائزة اليونسكو-حمدان لتنمية قدرات المعلمين لعام 2022، والتي سيتم تقديمها في حفل يقام في باريس يوم الأربعاء.
هذه المشروعات الثلاثة تابعة لكل من مؤسسة Graines de Paix، ومنظمة PH4 Global والجامعة الأمريكية في بيروت. وستتقاسم هذه المشاريع منحة قدرها 300 ألف دولار للمساعدة في تعزيز مبادراتها.
تنظم Graines de Paix برنامجا في بنن يسمى “التعلم في سلام، والتعليم بدون عنف” والذي يوفر حلولا تعليمية تركز على كيفية منع جميع أشكال العنف ومنع التطرف.
يعزز المشروع أيضا رفاهية وثقافة السلام والأمن والإنصاف والإدماج. تم تدريب أكثر من 4500 معلم، وتم الوصول إلى أكثر من 250 ألف طفل.
من خلال برنامج تدريب المعلمين لتحويل هايتي، تسعى P4H Global جاهدة لتحسين جودة التعليم في الدولة الكاريبية من خلال تدريب المعلمين ومديري المدارس وأولياء الأمور وأعضاء المجتمع.
والهدف من ذلك هو تحويل أساليب المعلمين إلى استراتيجيات فعالة تركز على الطالب وتنمي التفكير النقدي والتعاون والإبداع. يتم تعزيز ذلك من خلال الإجراءات التي تشمل التعليقات الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة.
وقد استفاد من البرنامج أكثر من 8000 معلم و350 ألف طالب في جميع أنحاء هايتي.
في إطار “مشروع تمام” لإصلاح التعليم المدرسي، يعمل باحثو الجامعات والممارسون التربويون في لبنان معا لتوليد استراتيجيات ترتكز على السياقات الاجتماعية والثقافية في المنطقة العربية.
تغطي المبادرة 70 مدرسة في 10 دول في المنطقة، وقد استفاد منها 1000 شريك في مجال التعليم، حيث تم إطلاق 100 مشروع تحسين على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية.
بدوره، أكد “صندوق التعليم لا يمكن أن ينتظر” أن اليوم العالمي للمعلمين يتيح لنا الفرصة للتعرف على تأثير المعلمين على أطفالنا وعالمنا.
فبالنسبة لـ 222 مليون طفل ومراهق ضعيف في جميع أنحاء العالم، يوفر المعلمون الأمل في مواجهة الأزمات والاستقرار بعيدا عن الفوضى وفرصة لمستقبل أكثر إشراقا.
ويلعب هؤلاء الأبطال دورا رئيسيا في إبقاء الأطفال في المدرسة وتشكيل مستقبلهم.
لسوء الحظ، فإن الثغرات في التمويل والدفع غير المنتظم للرواتب، والتوظيف غير المنصف وسياسات الإدارة، والعوائق التي تحول دون الحصول على الشهادات، والافتقار إلى التطوير المهني، وعدم كفاية الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، كلها تشكل تحديات خطيرة للمعلمين الذين يعملون في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة.
ودعا صندوق التعليم لا يمكن أن ينتظر قادة الدول والحكومات والمانحين من القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والأفراد المقتدرين لتمويل حلول تعليمية مبتكرة وتحويلية.