ما يقرب من 30 ألف مشارك من 196 دولة حول العالم على أرض مصر في شهر نوفمبر القادم للمشاركة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “COP27”.
يقول الدكتور سمير طنطاوي مدير مشروع التغيرات المناخية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن مصر، في إطار تنظيمها للقمة، أعدت خمس عشرة مبادرة تشمل النقل المستدام، وتدوير المخلفات، وصحة المرأة، والانتقال إلى الطاقة النظيفة، والمدن المستدامة، وتدابير التكيف في قطاع المياه والزراعة، والسلام المناخي، والتكيف من خلال إجراءات صديقة للبيئة، ويمضي الدكتور سمير طنطاوي قائلا:
“تعتبر قمة المناخ دعاية لمصر على المستوي الدولي وتضع مسئولية كبيرة على الحكومة المصرية لإنجاح التنظيم، وهناك تحديات وواجبات تقوم بها الحكومة المصرية ممثلة في وزارة البيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية ومحافظة جنوب سيناء ومنظمات المجتمع المدني، والقمة لابد لها أن تتعرض للخسائر الناجمة عن التغيرات المناخية خاصة في الدول النامية، ونذكر هنا ما حدث في محافظة أسوان التي تعرضت للمرة الأولى للعواصف والثلوج والأمطار الغزيرة فمثل هذه الأحداث تسمى أحداثا مناخية جامحة ولابد للدول التي تتعرض لها أن يتم تعويضها من خلال آلية الخسائر والأضرار. ومن المتوقع أن تحال القضايا المناخية التي لم يتم التوصل لحلول بشأنها في دورة غلاسكو إلى دورة شرم الشيخ”.
وتسير “الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050” في خطين متوازيين، هما تقليل الانبعاثات باستخدام وسائل حديثة في كافة القطاعات والتكيف مع التغيرات المناخية المحتملة في الزراعة والموارد المائية والمناطق الساحلية والصحة وفي محافظة أسوان، جنوب مصر.
واستعدادا لقمة المناخ أطلقت المحافظة مبادرة عنوانها “أسوان خالية من الكربون”.
ويقول محافظ أسوان، أشرف عطية، إن مناقشة استراتيجية التغير المناخي للمحافظة تأتي متواكبة مع الدور الحيوي الذي تقوم به مصر برئاسة الدورة القادمة للقمة العالمية للمناخ COP 27 بشرم الشيخ، ومضى المحافظ قائلا:
“نناقش استراتيجية التغيرات المناخية في المحافظة بالتنسيق بين الجهاز التنفيذي للمحافظة والجهات المعنية بما فيه مصلحة المواطن الأسواني، وذلك يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ لعام 2050، ويؤكد ذلك اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بقضية تغير المناخ حين شارك مؤخرا في قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ استنادا للدور الذي تقوم به مصر في هذا المجال”.
المهندسة ليديا عليوة، مديرة عام تكنولوجيا وبحوث تغير المناخ بوزارة البيئة تقول إن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ تخدم قمة المناخ بشرم الشيخ كونها تدعو للم شمل المجتمع المدني والحكومة للاستدامة في العمل المناخي محليا وإقليميا ودوليا:
“تحدثنا عن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ لعام 2050 وأهدافها الخمسة المعنية بالتخفيف والتكيف والحوكمة والتمويل وجذبه والنشر العلمي ونقل التكنولوجيا ورفع الوعي المجتمعي. وتبحث الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ لعام 2050 في جمع الشمل للمجتمع المدني والقطاع الحكومي والمواطنين للاستدامة في العمل المناخي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية”.
ويشارك عدد من مؤسسات المجتمع المدني في ورش عمل وندوات للتوعية بقمة المناخ آملين أن تحقق القمة أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050.
وقد خرجت ندوة مناقشة أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في محافظة أسوان بعدة أهداف تستعرضها الدكتورة حنان الجندي مديرة عام مؤسسة أم حبيبة الخيرية:
“من أهم ما خرج به نقاش اليوم الاهتمام بالتنوع البيولوجي في محافظة أسوان، وتحويل بعض المدن لمدن مناخية ذكية، ونشر ثقافة ترشيد الاستهلاك بشكل عام، وتعظيم المبادرات البيئية التي تنطلق من الثراء البيئي لمحافظة أسوان”.
ويختص الهدف الخامس من أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ بإدارة المعرفة والوعي بمكافحة تغير المناخ، وتسهيل نشر المعلومات ذات الصلة وإدارة المعرفة بين المؤسسات الحكومية والمواطنين، وزيادة الوعي بشأن تغير المناخ بين مختلف أصحاب المصلحة.
واستعدادا لقمة المناخ ينفذ الفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة بمحافظة البحر الأحمر بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات المعنية ندوات توعوية بعنوان “البيئة والاستدامة” كما يقول الأستاذ ماهر محمد رشوان، مدير جهاز البيئة بمحافظة البحر الأحمر:
“نقوم بعقد عدد من الورش والندوات لرفع الوعي البيئي بالتنسيق مع الشركاء في المحافظة، بحضور نخبة من المتخصصين في البيئة من وزارة البيئة والمراكز البحثية ونركز على التعريف بقمة المناخ، المقرر عقدها في شرم الشيخ، ونتحدث عن التغيرات المناخية وأسبابها وتأثيرها على البيئة والزراعة والصحة والمرأة، وكيفية تلافي هذه التأثيرات عن طريق متخصصين في وزارة الزراعة والتضامن الاجتماعي وجهاز شئون البيئة والمجلس القومي للمرأة. وتستمر هذه الورش والندوات حتى موعد عقد قمة المناخ في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.”
تمثل استضافة مصر لقمة المناخ بشرم الشيخ فرصة كبيرة لتعزيز العمل المناخي الدولي، وتوحيد مطالب الدول الأفريقية والدول النامية فيما يتعلق بقضايا التمويل والتكيف مع آثار تغير المناخ.