في وقت تكافح فيه فئة الشباب في لبنان لتأمين احتياجاتها المعيشية في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تمر فيها البلاد، تواصل اليونيسف دعم هذه الفئة والعمل على تمكين أفرادها في مجالات عديدة وعبر مشاريع متنوعة.
تحرص اليونيسف من خلال دعم وتمكين الشباب على الجمع بين أمرين: توفير المعرفة المكتسبة من خلال التدريب المهني، وتأمين حوافز مالية للمشاركين في برنامج النقد مقابل العمل، بحيث يوفر هذا البرنامج للشباب مجموعة مركزة من المهارات والمعرفة، ما يخولهم أداء الوظيفة بإتقان مع إمكانية كسب أجر يومي.
ولا تقتصر مساعدة برنامج النقد مقابل العمل على استعادة سبل العيش وحسب، بل تشمل أيضاً التحفيز الاقتصادي، وهذا ما يمنح الأفراد المتضررين القدرة على الاستثمار مجدداً في بيئتهم الحالية.
ملتقى الشباب الزراعي-يام هو واحد من المشاريع التي عملت عليها اليونيسف كجزء من تعاون بين برنامج PROSPECTS من قبل منظمات العمل الدولية بالشراكة مع THE LEE EXPERIENCE وبرنامج “جيل” المدعوم من اليونيسف بالشراكة مع منظمة إنجاز، بتمويل من السفارة الهولندية في لبنان. وقد شارك فيه 22 مشروعاً زراعياً تتم إدارتها من قبل شباب جرى تدريبهم على مدى أشهر في مجال الزراعة.
اختصاصية تنمية الشباب والمراهقين في اليونيسيف، أمل عبيد، وخلال افتتاح معرض “ملتقى الشباب الزراعي” في بيروت، أوضحت أن المشروع يهدف إلى تحضير الشباب والشابات المشاركين في المشروع ليصبحوا رواد أعمال ناجحين في مناطقهم، وذلك من خلال تدريبهم في مجالات بناء القدرات، والتسويق، ووضع موازنات ومخططات لتنفيذ مشاريعهم الخاصة، إضافة إلى طرق وأساليب دراسة السوق وتحليله.
وأضافت عبيد: “إن دور اليونيسف لا يقتصر على تدريب الشباب والشابات وتحضيرهم ليصبحوا رواد أعمال ناجحين، بل يتضمن أيضاً تقديم منح مالية لهم تصل إلى 2000 دولار أميركي للمشروع الواحد من شأنها أن تساعدهم في تطوير مشاريعهم ودعمها، إضافة إلى ملاحقة مراحل تنفيذ المشاريع التي انطلقت لمدة 6 أشهر متواصلة.”
من جانبها، المديرة التنفيذية في جمعية “إنجاز”، سمر داني، قالت: “إن مشروع “ملتقى الشباب الزراعي – يام” هو الأول من نوعه في لبنان ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية دور الشباب والشابات في مجال الزراعة، الذي يتيح لهم إنشاء مشاريع ريادية متنوعة وليس غذائية فحسب، إذ نؤمن بقدرات الشباب على التطوير والابتكار بالاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، وقد بات الشباب اليوم أجدر الخبراء في مجال متطلبات الزراعة المستدامة.”
بدورها، حاضنة أعمال منظمة “ذا لي إكسبيرينس”، منال حسون، توجهت بكلمة إلى رائدات ورواد الأعمال، قائلة: ” لقد نجحتم بتأمين أكثر من 487 فرصة عمل للشباب من مناطقكم. والرحلة ما زالت في بدايتها. حماسكم وإلتزامكم يعطينا الدافع للاستمرار في دعم الشباب من خلال البرامج المستدامة للمنظمة.”
المشارك في ملتقى الشباب الزراعي من شمال لبنان، مهنا الأسعد، تحدث عن مشروعه الفريد والذي يعتمد على الزراعة المائية قائلاً: “مشروعي هو أحد أساليب الزراعة الحديثة المتطورة. وهي زراعة بدون تربة. لجأت لهذه الفكرة بسبب شغفي ومهارتي الكافية في هذا المجال. سعيت لتطويره من خلال التواصل مع المدربين والخبراء في هذا المجال، حتى وصلت إلى مرحلة زيادة عدد الأنابيب. وكلما زاد عددها، ازداد الإنتاج. هذه كانت فرصتي، والحياة مليئة بالفرص. بالنسبة لي، بتقدمي واستمراري وشغفي لهذا العمل ونجاحي فيه، سأصل إلى الطريق الصحيح. وسأكون قد وفرت فرصة الاكتفاء الذاتي للمنطقة بالنسبة للخضار والشتول، وسيكون إنتاجنا محليا، ومنتجاتنا طبيعية خالية من كل المواد الكيميائية. وسأكون بذلك قد خدمت مصلحة أبناء شعبي ومنطقتي.”
يأتي هذا الحدث الذي نظم في أوتيل Smallville في بيروت، ضمن إطار شراكة “آفاق” بهدف تحسين آفاق المجتمعات المضيفة والنازحين قسراً بدعم من حكومة هولندا، وشركاء المبادرة في لبنان؛ “منظمة العمل الدولية”، منظمة “اليونيسف”، منظمة “ذا لي إكسبيرينس”، وجمعية “إنجاز”