خلال زيارته التي استمرت يومين إلى الهند هذا الأسبوع، قام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بزيارة موقع مشروع نموذجي في ولاية غوجارات، والتي تم إعلانها كأول “قرية” تعمل بالطاقة الشمسية في البلاد. وأشاد الأمين العام بالقرويين لتحولهم نحو الطاقة المتجددة، قائلا إنها لا تغيّر حياة المجتمع فحسب، بل إن مثل هذه المبادرات تساعد أيضا في مكافحة تغيّر المناخ.
تعيش غادفي كيلاشبين (وهي أرملة تبلغ من العمر 42 عاما) في مودهيرا، موطن “معبد الشمس” الذي يعود تاريخه إلى قرون، وهي الآن أول قرية في الهند تعمل بالطاقة الشمسية.
وتكسب هذه السيدة دخلا ضئيلا من العمل في الزراعة لرعاية أسرتها. لكن منذ أن قامت الحكومة بتركيب ألواح شمسية في منزلها، خفف ذلك عليها من مصروفات المنزل.
تقول غادفي: “في وقت سابق، عندما لم تكن الطاقة الشمسية موجودة، كان عليّ أن أدفع مبلغا ضخما مقابل فاتورة الكهرباء – ما يقرب من 2,000 روبية. لكن مع تركيب الألواح، أصبحت الفاتورة أقل. كل شيء، من الثلاجة إلى الغسالة يعمل الآن على الطاقة الشمسية في منزلي. أنا لا أدفع حتى روبية واحدة لفاتورة الكهرباء.”
وأضافت تقول: “يتم الآن حفظ الأموال الإضافية في حسابي. أستخدم هذا المال لتغطية نفقات المنزل اليومية وتعليم أطفالي.”
إن التحول إلى مصدر طاقة نظيفة ومتجددة يمكّن القرويين من استخدام المزيد من الأدوات المنزلية الكهربائية لجعل الحياة مريحة، دون القلق بشأن فاتورة الكهرباء، كما أنه يصبح مصدرا يدرّ دخلا عليهم.
آشابن ماهيندرشبهاي، 38 عاما، تعيش مع زوجها وطفليها، “كنا نعمل في مزرعتنا وكنا ندفع فاتورة كهرباء ضخمة. منذ تركيب ألواح الطاقة الشمسية في قريتنا، نوفّر الآن الكثير من الكهرباء. في وقت سابق، كانت قد بلغت قيمة الفاتورة حوالي 2,000 روبية. الآن يفيض الربح علينا.”
فآشابن لا توفر فقط المال الذي كانت تنفقه على الكهرباء، لكن الكهرباء الزائدة المتولدة تُباع مرة أخرى إلى شبكة الكهرباء وتحصل هي على المال في المقابل.
“عندما أتى فريق المشروع إلينا لأول مرة بفكرة الطاقة الشمسية، لم نفهم المفهوم لذلك رفضناه. لم نكن نفهم ماهية الطاقة الشمسية ولم يكن لدينا سوى القليل من المعرفة بشأنها. لكن تدريجيا، ساعدنا الفريق على فهم مزايا الطاقة الشمسية، وكيف ستوفر الكهرباء والمال ثم أصبحنا مهتمين بها.”
قام المزارعان المحليّان الزوجان بينغالسين كارسانبهاي غادفي وسوراجبن غادفي بتركيب ألواح الطاقة الشمسية على أسطح منازلهم قبل ستة أشهر.
يشعر بينغالسين كارسانبهاي أن هذا المشروع لم يحررهما فقط من فواتير الكهرباء، لكن المدخرات أيضا ستبقيهم في حالة جيدة عند الكبر.
وقال: “في السابق، كانت فاتورة كهرباء تصل إلى 3,000 روبية وبعد الطاقة الشمسية أصبحت صفرا الآن، الآن نقوم بتوفير 3,000 روبية كل شهر.”
وأضاف أن “هذه الألواح الشمسية أفادت القرية بأكملها. استفادت جميع المؤسسات مثل المدارس والمؤسسات العامة من الطاقة الشمسية في القرية. بالنسبة إليّ، أوفر 3,000. الآن لا نحتاج إلى طاقة إضافية. المنزل بأكمله يعمل بالطاقة الشمسية.”
كانت زوجته تبتسم وتتوق إلى أن تنصح بها أبناء القرى الأخرى.
وقالت: “إذا تم تركيب هذه الطاقة الشمسية في جميع أنحاء البلاد، فسيكون ذلك مفيدا حقا. يبدو الأمر كما لو أن إله الشمس يزوّدنا بالطاقة. هذه الميزة التي حصلت عليها قرية مودهيرا يجب أن تُعمّم على البلاد.”
خلال تفاعله مع سكان قرية مودهيرا، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بجهود الحكومة والسكان.
وقال: “هنا حيث تم بناء معبد الشمس قبل ألف عام، يوجد معبد شمس جديد. إنه يعتمد على الطاقة الشمسية. وحقيقة أن الطاقة الشمسية تعمل على تغيير حياة سكان هذه القرية، وتجعلها أكثر صحة، وتمنح (السكان) المزيد من الرخاء، ولكن في الوقت نفسه، تساهم في إنقاذ كوكبنا من تغيّر المناخ الذي لا يزال جامحا.”
موطن لمعبد الشمس الشهير في ولاية غوجارات، تقع قرية مودهيرا على بُعد 97 كم تقريبا من مدينة أحمد أباد في منطقة ميهسانا بولاية غوجارات.
مع رؤية تشغيل معبد الشمس والقرية بأكملها من خلال إله الشمس (الطاقة الشمسية) يُعدّ هذا المشروع الأول من نوعه، حيث من المتوقع أن يعتمد سكان الريف على أنفسهم من خلال الطاقة الخضراء.
يقول ماتما فيرما، السكرتير الرئيسي للطاقة والبتروكيماويات في حكومة ولاية غوجارات: “الفكرة من وراء هذا المشروع هي أنه نظرا لأن معبد مودهيرا هو معبد إله الشمس، يجب أن تأتي الطاقة لهذه المدينة والمجتمع من الطاقة الشمسية بالكامل.”
يدير معبد الشمس الآن استعراضا ضوئيا ثلاثي الأبعاد بالكامل على الطاقة الشمسية، وتعمل مبانيه على الطاقة الشمسية، كما تضم منطقة وقوف السيارات هناك محطات لشحن السيارات الكهربائية.
توجد مجموعات كبيرة من الألواح الشمسية على أسطح المنازل والمدارس الحكومية ومحطات الحافلات ومباني المرافق ومواقف السيارات وحتى مباني معبد الشمس، وبذلك تستفيد مودهيرا من محطة توليد الطاقة بسعة 6 ميغاواط في قرية سوجانبورا القريبة.
مع استهلاك القرية من واحد إلى اثنين ميغاواط، يضاف الفائض إلى شبكة النقل.
وأوضح راجندرا ميستري، رئيس شركة غوجارات للطاقة المحدودة، أن هناك ثلاثة مكونات رئيسية لهذا المشروع بأكمله، الأول هو المشروع المركب على الأرض بسعة 6 ميغاواط، والثاني هو نظام تخزين البطارية بسعة 15 ميغاواط، والثالث هو أسطح المنازل بسعة كيلو واط واحد، والألواح الشمسية مثبتة على 1,300 منزل.
وقال: “من بين ألف سطح منزل وفرناها في القرية، يستهلك سكان القرية الكهرباء التي تُنتج أولا ثم يتم توصيل الفائض من الكهرباء مع الشبكة.”
بتمويل من حكومة الهند وحكومة ولاية غوجارات، تبلغ التكلفة التقديرية للمشروع بأكمله 9.7 مليون دولار. والآن، ما يميّزها حقّا هو أن مودهيرا هي أيضا أول قرية أصبحت مصدرا للطاقة المتجددة.
وقال المدير العام للشركة، فيكلاب بهاردواج: “هذه هي القرية الأولى في الهند حيث تأتي الطاقة التي يستهلكها القرويون حتى أثناء الليل من مكوّن الطاقة الشمسية. هذا هو اختصاص هذا المشروع.”
من المتوقع أن يوفر هذا المشروع التعلم لحل المشكلات المتعلقة بالحصول على الطاقة المتجددة. وإذا ثبت أن المشروع قابل للتطبيق اقتصاديا، فإنه يمكن تطبيق الخطة في مناطق ريفية أخرى في ولاية غوجارات.
وأضاف المدير العام للشركة يقول: “يعمل هذا النوع من المشاريع كمشروع توضيحي لقرى وبلدات أخرى في الهند. وبالمثل، يمكن للقرى والمدن الأخرى أن تتبنى هذا النموذج لتصبح معتمدة على نفسها ومكتفية ذاتيا في احتياجات الطاقة.”
ولخصت آشابن من سكان مودهيرا الميزات والفوائد.
وقالت: “أود أن أشجع القرى الأخرى أيضا على استخدام الطاقة الشمسية لأنها مفيدة في جميع الجوانب، من توفير المال إلى توفير الكهرباء.”