روسيا / أوكرانيا – ما حدث على الحدود البولندية “تذكير مخيف” بالحاجة المطلقة لمنع أي تصعيد إضافي

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لبحث صون السلام والأمن في أوكرانيا. ويأتي الاجتماع بعد يوم من وفاة مواطنين بولنديين في إحدى القرى على الحدود البولندية الأوكرانية، بهجوم صاروخي.

وقدّمت السيّدة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، إحاطة أمام المجلس، تطرقت خلالها إلى الأحداث الأخيرة، مشيرة إلى أنها “تذكير مخيف” بالحاجة المطلقة لمنع أي تصعيد إضافي.

وأكدت المسؤولة الأممية أنه في الأيام الأخيرة تعرّض الأوكرانيون لبعض أعنف عمليات القصف في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر، فقد أمطرت الصواريخ والطائرات الروسية بدون طيار كييف وميكولايف وتشيرنيهيف وتشيركاسي وزيتومير وسومي وخاركيف ولفيف وبولتافا وأماكن أخرى، مما أدى إلى تدمير المناطق أو إلحاق الأضرار، مع تعطيل الخدمات الحيوية بشدة.

وحذرت من تفاقم تأثير مثل هذه الهجمات خلال أشهر الشتاء المقبلة.

يشار إلى أنه حتى تاريخ 14 نوفمبر، سجّل مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان 16,631 ضحية في صفوف المدنيين: 6,557 قتيلا و10,074 جريحا منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا.

وقالت السيدة ديكارلو: “للأسف، ستضيف القذائف الصاروخية الأخيرة إلى الخسائر المروعة التي تسببت بها الحرب بالفعل.”

وشددت على أن الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأضافت أن القصف المستمر لأوكرانيا أضر بالفعل بما يُقدّر بنحو 40 في المائة من قدرة البلد على توليد الطاقة، وكانت كييف الأكثر تضررا، وباتت معظم أجزاء العاصمة الآن بدون كهرباء لمدة 12 ساعة في اليوم.

تأتي الإحاطة في ظل الانتكاسة العسكرية التي مُنيت بها روسيا التي أعلنت انسحابها من خيرسون في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، وكانت قد احتلت المدينة في آذار/مارس الماضي.

وقالت السيدة ديكارلو: “تستمر الديناميكيات العسكرية على الأرض في التطور. في الأسبوع الماضي، عادت مدينة خيرسون إلى سيطرة الحكومة الأوكرانية. كما تستمر المعارك الشديدة في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.”

وأكدت أنه لا نهاية تلوح في الأفق للحرب، وتظل مخاطر التداعيات الكارثية المحتملة حقيقية للغاية طالما استمرت الحرب.

أكدت المسؤولة الأممية أنه بينما تركز الحكومة الأوكرانية على إصلاح البينة التحتية المتضررة، جعلت الأمم المتحدة من أولوياتها ضمان حصول الفئات الأكثر تضررا على الإمدادات والخدمات الشتوية.

فقد تلقى أكثر من 185,000 شخص بالفعل الإمدادات الأساسية لفصل الشتاء.

ويقوم الشركاء الإنسانيون بإنشاء “نقاط تدفئة” بالقرب من الخطوط الأمامية. تم توفير أو توزيع حوالي 525 مولدا للمؤسسات التي تحتل أولوية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الجماعية والعيادات.

وأكدت استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي عادت إلى سيطرة الحكومة الأوكرانية، بما في ذلك خيرسون.

وقالت السيدة ديكارلو: “مع ذلك، لا يزال من الصعب للغاية الوصول إلى المحتاجين في مناطق الشرق والجنوب الخاضعة لسيطرة الجيش الروسي وعبر خط المواجهة.”

علاوة على ذلك، فإن التلوّث بالألغام – لا سيّما في المناطق القريبة من الجبهة أو التي انتقلت فيها السيطرة مؤخرا – يعرّض المزيد من الأرواح للخطر، ويعيق حركة المدنيين ويعرقل الجهود الإنسانية.

وذكّرت الأطراف بأن القانون الدولي الإنساني يطالبهم بتسهيل المرور السريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية لجميع المدنيين المحتاجين.

في أوكرانيا، قُتل أكثر من 400 طفل، وأصيب عدد أكبر، أو فقدوا أفراد عائلاتهم أو أجبِروا على مغادرة منازلهم. ووفقا لبوابة الحكومة “أطفال الحرب” تم اعتبار 279 طفلا في عداد المفقودين حتى 12 نوفمبر.

وتابعت السيدة ديكارلو تقول: “كما توجد تقارير مقلقة عن عمليات نقل قسرية للأطفال، بما في ذلك نقل بعضهم تحت رعاية مؤسساتية إلى الأراضي التي تحتلها روسيا أو إلى الاتحاد الروسي.”

وقد وثّقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان العديد من الحالات الفردية، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين بذويهم، والتي يبدو أنها ترقى إلى مستوى الترحيل إلى الاتحاد الروسي – في انتهاك للقانون الدولي الإنساني.

كما وثقت المفوضية 57 حالة من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع – 48 من هذه الحالات تُعزى إلى القوات المسلحة الروسية والجماعات التابعة لها؛ تسع حالات منسوبة إلى القوات المسلحة الأوكرانية وسلطات إنفاذ القانون.

اترك تعليقا