أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أهمية التضامن العالمي لمكافحة حالة الطوارئ المناخية. جاء ذلك خلال زيارة إلى فييتنام اختتمها يوم السبت.
في فييتنام، شارك السيد غوتيريش في احتفال لإحياء الذكرى الـ 45 لعضوية البلاد في الأمم المتحدة.
وعقد اجتماعات مع الرئيس نغوين شوان فوك؛ ورئيس الوزراء، فام مينه تشين؛ ومسؤولين كبار آخرين بمن فيهم وزير الخارجية بوي ثانه سون ووزير البيئة، تران هونغ ها.
يوم السبت، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة في إدارة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا الفيتنامية في العاصمة هانوي، حيث سلّط الضوء على الدور الحاسم للتأهب للكوارث بالنسبة لجميع الحكومات.
الهدف هو وجود أنظمة إنذار مبكر في جميع البلدان في غضون خمس سنوات، “لإنهاء مأساة وفاة الناس، وتدمير سبل العيش، لأن الناس لم يكونوا على علم بأن مأساة على وشك الحدوث” كما قال.
وأضاف يقول: “عندما يكون لدينا نظام إنذار مبكر، ونعلم أن شيئا فظيعا قادم، فلدينا الوقت لنقل الناس (إلى أماكن آمنة)، ولحماية الممتلكات.”
سيطلق السيد غوتيريش خطة عمل في مؤتمر الأطراف COP27 في مصر الشهر المقبل، لجعل مهلة الأعوام الخمسة حقيقة واقعة.
كما أشاد الأمين العام بعمل فييت نام لحماية دلتا ميكونغ.
وتُعتبر الدلتا – العصب الزراعي والصناعي للبلاد – من بين أكثر الأماكن ضعفا في العالم، حيث إنها تتعرض لارتفاع منسوب مياه البحر وتسرّب المياه المالحة والفيضانات وتغيّر كثافة هطول الأمطار.
وقال إن الجهود المبذولة لحماية دلتا ميكونغ ليست مهمة فقط بالنسبة لفييت نام، ولكن يمكن مشاركتها مع دول أخرى في جميع أنحاء العالم.
شارك الأمين العام في حوار مع ممثلي الشباب الفيتنامي وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.وعقد الحوار في “أكاديمية الدبلوماسية” تحت شعار “الابتكار والمشاركة من أجل مستقبل شامل ومستدام.”
وشدد الأمين العام خلاله على أن التضامن هو السبيل الوحيد للتغلب على أزمة المناخ وغيرها من التحديات العالمية الحالية أو الناشئة.
وقال: “إننا نواجه خطر انتشار جوائح جديدة. نحن نواجه تغيّر المناخ وعدم المساواة في العالم. هناك طريقة واحدة فقط لتكون قادرا على ألا تتعرض للهزيمة أمام هذه التحديات، وذلك إذا انضممنا إلى الجهود، إذا اجتمعنا. ولهذا نحن بحاجة إلى الشعور بوجود تضامن حقيقي.”
في وقت لاحق من ذلك اليوم، نشر الأمين العام أيضا رسالة على حسابه على موقع تويتر، لجميع الشباب في جميع أنحاء العالم، حثهم فيها على عدم فقدان الأمل.
وكتب قائلا: “يمكنكم الاعتماد عليّ لإعلاء أفكاركم، ودعم جهودكم لبناء عالم أفضل وأكثر عدلا واستدامة للجميع.”
أثناء وجوده في الأكاديمية، قام السيد غوتيريش بزراعة الأشجار جنبا إلى جنب مع وزير الخارجية، بوي ثانه سون.
وصل الأمين العام إلى فييت نام يوم الجمعة، وشارك في الاحتفال بمرور 45 عاما على عضوية البلاد في الأمم المتحدة.
وأشاد بشراكة الدولة القوية مع الأمم المتحدة و “رحلتها الرائعة” خلال هذه الفترة، ووصفها بأنها قصة تحوّل وأمل سطرها الشعب الفيتنامي.
واستذكر قائلا: “منذ أكثر من جيل بقليل، كان موظفو الأمم المتحدة في فييت نام يقدّمون مساعدات غذائية إلى بلد مزقته الحرب وكان معزولا، وعلى شفا المجاعة.”
أما اليوم، “يأتي جنود حفظ السلام الفيتناميون لمساعدة الناس في بعض أكثر المناطق يأسا.”
وقال السيد غوتيريش إن الفيتناميين من أصحاب الخوذ الزرقاء يخدمون في بلدان مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، ويخاطرون بحياتهم من أجل إحلال السلام والأمل للناس هناك، فضلا عن فرصة لحياة أفضل.
كما توفر الدولة ضعف المتوسط العالمي لحفظة السلام من النساء العاملات اللاتي يخدمن تحت علم الأمم المتحدة.
وحيّا الأمين العام أيضا التزام فييت نام الكامل بتحقيق التنمية المستدامة.
مع تعرّض العالم للخطر بسبب جائحة كـوفيد-19، وتأثيرات الحرب في أوكرانيا، تناول السيد غوتيريش أيضا الحاجة إلى العدالة، فضلا عن المزيد من التضامن والتعاون. وقال: “ليس من مكان نحتاج إليها (العدالة) أكثر – وبشكل أكثر إلحاحا – من حربنا ضد أزمة المناخ.”
وشدد الأمين العام على أن اتخاذ إجراء بشأن الخسائر والأضرار هو واجب أخلاقي يجب أن يكون في مقدمة وصميم مؤتمر المناخ COP27.