بطلب من أوكرانيا وألبانيا، استأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الاثنين، جلستها الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة المخصصة لبحث الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت الجلسة الطارئة قد افتتحت في 28 فبراير 2022.
وقبيل بدء المناقشة، صوتت الجمعية على مشروعي قرارين متنافسين تقدمت بهما ألبانيا وروسيا بشأن آليه التصويت في الجلسة.
مشروع قرار ألبانيا يقترح اعتماد الاقتراع المسجل بدلا من السري، فيما يقترح مشروع القرار الروسي الاقتراع السري بدلا من المسجل.
وقد اعتمدت الجمعية العامة مشروع القرار الألباني بشأن التصويت المسجل.
يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد تبنت في نيسان/أبريل الماضي إجراء جديدا يخولها أن تجتمع، تلقائيا، في غضون عشرة أيام، بعد استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن حق النقض(الفيتو)- حتى يتسنى لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التدقيق والتعليق على الفيتو.
وتتمتع الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بحق النقض ضد قرارات مجلس الأمن المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة – وهو حق مُنح لهذه الدول بسبب أدوارها الرئيسية في إنشاء الأمم المتحدة.
في بداية حديثه في الجلسة الاستثنائية، استهل رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد تشابا كوروشي كلمته بالتأكيد على أن الحرب في أوكرانيا ما كان ينبغي لها أن تبدأ، قائلا إن الحرب ستنتهي ذات يوم وستسكت فوهات البنادق. ثم تساءل قائلا:
“لكن متى وكم ستكون التكلفة؟ كم من الناس سيموتون؟ كم من العائلات ستنفصل عن بعضها البعض؟ ما مقدار المعاناة التي ينبغي تحملها؟ كيف ستبدو أوكرانيا عندما يعود السلام؟ كيف سيبدو العالم؟”
وأعرب عن شكره للأمين العام على قيادته لمبادرة حبوب البحر الأسود.
متحدثا باللغة العربية، قال السيد كوروشي إن هذه الصفقة التي توسطت فيها الأمم المتحدة “أدت إلى تحرير ستة ملايين طن على الأقل من المواد الغذائية. أكثر من ربعها يذهب مباشرة إلى الدول ذات الدخل المنخفض”.
وأكد على العمل معا لتحقيق التنفيذ الكامل لهذه المبادرة وضرورة تأمين تجديدها بعد منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.
وأضاف رئيس الجمعية العامة قائلا: “كما لو أن الأهوال في أوكرانيا لم تكن كافية، فنحن مضطرون للعيش في ظل خوف دائم من وقوع كارثة نووية”.
وأشاد بعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان سلامة المحطات النووية الواقعة في المنطقة التي تشهد حربا.
ونقل عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذيرها من خطورة “اللعب بالنار”، قائلا إنه عندما يتعلق الأمر بالقضايا النووية، فإن “أي إجراء أو بيان غير مسؤول يعد غير مقبول. وأي تهديد باستخدام الأسلحة النووية يجب إدانته عالميا”.
وقال السيد كوروشي إن ميثاق الأمم المتحدة واضح: “العدوان غير قانوني. الغزو الجاري غير قانوني. ضم أراضي دول أخرى بالقوة أمر غير قانوني”.
وأكد على ضرورة إيجاد حل سياسي على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. “نحن بحاجة إلى إبقاء الباب مفتوحا للدبلوماسية. يجب أن يتوقف القتال بين روسيا وأوكرانيا”.
وأشار إلى القرار الذي تبنته الجمعية العامة في 2 مارس 2022، والذي يدعو روسيا إلى سحب قواتها من أراضي أوكرانيا.
طعن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فاسيلي نيبينزيا، في قرار الجمعية العامة بشأن اعتماد الاقتراع المسجل بدلا من الاقتراع السري، مما دفع الجمعية العامة إلى التصويت بشأن الطعن الروسي حيث جاءت نتيجة التصويت برفض الطعن.
وبعد رفض الطعن، قال السفير الروسي إن رفض التصويت السري يعطي فرصة إضافية لممارسة الضغوط على الدول التي تختار التصويت السري. واقترح أن يتم التصويت مجددا على مشروع القرار، لكن بموجب مواد النظام الداخلي وممارسة الجمعية العامة بما في ذلك في الدورات الاستثنائية الطارئة، أعلن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة المضي قدما في المناقشة ومن ثم إجراء التصويت على مشروع القرار بعد ذلك.
وقد وصف السفير الروسي خطوة رئيس الجمعية العامة بأنها غير منطقية وغير متسقة، معربا عن أسفه إزاء ذلك.
ووصفت نائبة الممثل الدائم لألبانيا لدى الأمم المتحدة، ألبانا داوتلاري، دعوة روسيا إلى التصويت السري بأنها “محاولة لتهديد الشفافية في الجمعية العامة”. وأضافت قائلة:
“هل لأي دولة في الجمعية العامة أن تدعم الاقتراع السري إذا كانت أراضيها تحت الضم من قبل الاتحاد الروسي؟”
وشددت على ضرورة عدم التأسيس “لسوابق خطرة”، مشيرة إلى أن “التصويت السري على قرار للجمعية العامة يخالف السوابق والممارسة المتبعة في أكبر جهاز تنفيذي تداولي في العالم”.
السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيستيلسا تطرق إلى القصف الذي تعرضت له العاصمة الأوكرانية كييف والعديد من المدن الأخرى، وقال إن روسيا استخدمت “ما لا يقل عن 84 صاروخا وطائرتين مسيرتين”.
واتهم روسيا “باستهداف منشآت الطاقة والبنايات السكنية، المدارس والجامعات ومراكز المدن والطرقات”. وأضاف:
“شهد العالم أجمع الوجه الحقيقي لتلكم الدولة الإرهابية التي تقتل شعبنا”.
وقال إن القصف الروسي “أودى بحياة 11 شخصا وإصابة 87 من المدنيين”، مشيرا إلى أن “الاستهداف المتعمد للمدنيين يشكل جريمة حرب”.
وحذر السفير الأوكراني من أن مستقبل بلاده على المحك.
وقال إن روسيا ومنذ 23 منسبتمبر ترتكب جريمة أخرى ضد القانون الدولي ومبادئه، مشيرا إلى أن “الاستفتاء الزائف الذي تم إجراؤه في أربع مناطق أوكرانية وما تبعه من قرارات غير قانونية صدرت من الرئيس والبرلمان الروسيين.. يمثلان تهديدا وجوديا للأمم المتحدة وميثاقها”.
واختتمت الجمعية العامة جلستها الطارئة ومن المقرر أن تتواصل الجلسة صباح الأربعاء.
ومن المتوقع أن تصوت الجمعية العامة في نهاية الجلسة على مشروع قرار يدين الاستفتاءات الروسية في أربع مناطق أوكرانية هي زابوريجيا، خيرسون، لوغانسك ودونيتسك.