انضم الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة إلى قادة العالم وسفراء النوايا الحسنة، يوم الاثنين، في دعوة عالمية لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة ووضعها على المسار الصحيح لبناء عالم أفضل “لا يتخلف فيه أحد عن الركب”.
جاء ذلك خلال “الوقفة الخاصة بأهداف التنمية المستدامة” صباح اليوم في المقر الدائم بنيويورك.
وتسلط الفعالية الضوء سنويا على الأهداف الـ17 العالمية التي اتفقت عليها البلدان في ديسمبر 2015، وتنعقد فيما يواجه العالم أزمة تكلفة معيشية متفاقمة على خلفية حرب أوكرانيا وجائحة كوفيد 19 التي عطلت مسار التنمية، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض.
وفي هذا السياق قال أنطونيو غوتيريش لقادة العالم: “العالم لديه قائمة طويلة من المهام الواجبة”، مطالبا بالمزيد من التمويل والاستثمار من القطاعين العام والخاص، لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وإقرارا منه “بلحظة الخطر الكبير” الحالية التي تعصف بعالمنا – التي تتسم بالصراعات والكوارث المناخية والانقسام والبطالة والنزوح الجماعي والتحديات الأخرى – قال السيد غوتيريش إنه رغم أنه “من المغري” وضع الأولويات طويلة الأجل جانبا، غير أن “التنمية لا يمكن أن تنتظر. تعليم أطفالنا لا يمكن أن ينتظر. الوظائف الكريمة لا يمكن أن تنتظر. تحقيق المساواة الكاملة للنساء والفتيات لا يمكن أن ينتظر. الرعاية الصحية الشاملة، والعمل المناخي الهادف، وحماية التنوع البيولوجي – تلك لا يمكن تأجيلها إلى الغد”، مشددا على أنه في جميع هذه المجالات، يطالب الشباب والأجيال القادمة باتخاذ إجراءات.
“لا يمكننا أن نخذلهم. هذه لحظة حاسمة”، قال الأمين العام، “فالأخطار التي نواجهها لا تتلائم والعالم الموحد” الذي نصبو إليه، داعيا قادة العالم إلى إعادة “عالمنا إلى المسار الصحيح”.
من جهته، ردد رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشي، كلمات السيد غوتيريش قائلا إنه قد آن الأوان وبات من الضروري أكثر من أي وقت مضى “إعادة تكريس أنفسنا لأهداف التنمية المستدامة” بينما يتخلف العالم عن الركب.
واعتبر رئيس الجمعية العامة الجائحة بطاقة بريدية أرسلها المستقبل، – “مستقبل قاتم يتسم بالأزمات العالمية المتشابكة. مستقبل نريد تجنبه ويمكننا تجنبه. يجب علينا الآن استعادة السرعة التي فقدناها بسبب الجائحة وتقاعسنا عن العمل. الحلول في متناول اليد”.
وأضاف السيد كوروشي أن الوقت قد حان لـ “الجدية” بشأن إنقاذ العالم، مع كل العواقب السارة وغير السارة المترتبة على ذلك، وطلب من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الوفاء بالوعود التي قطعتها.
قام رئيس وزراء بربادوس وبطلة الأرض لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ميا موتلي، بحمل لافتة تضم الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة على المنصة، مذكّرين الجمعية العامة بما يعنيه كل هدف من تلك أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك إنهاء الفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين، وحماية كوكب.
“العالم الذي تحركه أزمة مناخية لا يمكن أن يوفر لنا مستقبلا مستداما. هل نحن متغطرسون لدرجة الاعتقاد بأنه لن تكون هناك مجتمعات فاشلة ولن تكون هناك أنواع منقرضة؟ إذ يبين لنا التاريخ خلاف ذلك!”
وحثت أطفال العالم على “قيادة ثورة” في تغيير عاداتنا لوضع حد للتلوث والنفايات البلاستيكية، والضغط على القادة للإقرار بالمسؤولية وجعل العالم مكانا أفضل للعيش فيه.
شاركت الشاعرة والناشطة ومناصرة صندوق الأمم المتحدة للطفولة، أماندا جورمان، إحدى قصائدها الملهمة التي ركزت على مساءلة القادة وإنهاء الفقر وحماية الأرض.
وفي الوقت نفسه، ظهر مناصرو أهداف التنمية المستدامة ونجوم البوب ’بلاك بينك‘ BLACKPINK في رسالة فيديو تدعو العالم إلى اتخاذ إجراءات محددة لمعالجة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
أما سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة، بريانكا شوبرا جوناس، التي كانت مسؤولة عن استضافة الحدث، فذكّرت الحاضرين بأن الوقت ينفد، لأننا عند منتصف الطريق تقريبا نحو بلوغ الموعد النهائي لعام 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت أمام الجمعية العامة: “نحن جميعاً نستحق عالماً عادلاً وآمناً وصحياً نعيش فيه. الحاضر والمستقبل بين يديكم”.