أشاد الأمين العام بآخر زعيم للاتحاد السوفيتي، ميخائيل غورباتشوف، الذي أعلِن عن وفاته يوم الثلاثاء عن عمر ناهز 91 عاما، واصفا إيّاه بأنه الشخص الذي جلب “أكثر من أي شخص آخر” نهاية سلمية للحرب الباردة التي هيمنت على العلاقات الدولية منذ أربعينيات القرن الماضي.
وقال السيد أنطونيو غوتيريش إنه شعر بحزن عميق لدى سماعه نبأ وفاته في موسكو، والتي أعلنت عنها وكالات الأنباء الحكومية الروسية، وذكرت أنه توفي بعد معاناة مع “مرض طويل وخطير.”
وقدّم السيد غوتيريش تعازيه القلبية إلى أسرة غورباتشوف بأكملها، وإلى شعب الاتحاد الروسي وحكومته.
“فقد العالم زعيما عالميا بارزا ومؤمنا بتعددية الأطراف ملتزما ومدافعا عن السلام بلا كلل.”
أصبح السيد غورباتشوف زعيما للاتحاد السوفيتي في عام 1985، عندما كانت التوترات النووية بين الشرق والغرب لا تزال تتصاعد، وكان لديه برنامج إصلاحي لإنعاش الاقتصاد وتحديث النظام السياسي واعتماد سياسات “بيريسترويكا” و “غلاسنوست” أو الانفتاح.
وقد أنهى الحرب الباردة بالتفاوض بنجاح مع الرئيس الأميركي، رونالد ريغان، لإلغاء فئة كاملة من الصواريخ من خلال معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، وأنهى الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وعجّل بتفكيك حلف وارسو، والسيطرة السوفيتية على أوروبا الشرقية، وفي نهاية المطاف الاتحاد السوفيتي نفسه، كل ذلك في غضون ست سنوات فقط.
في عام 1990، تم الإشادة به دوليا، لكنّه تعرّض لانتقادات متزايدة في البلاد، وحصل على جائزة نوبل للسلام، لدوره القيادي الذي لعبه في “التغييرات الجذرية في العلاقات بين الشرق والغرب” وفقا للحكام.
وأشار الأمين العام في بيانه إلى أنه عند استلام الجائزة، “أشار إلى أن ’السلام ليس وحدة في تشابه بل وحدة في تنوع.‘ لقد وضع هذه الرؤية الحيوية موضع التنفيذ من خلال اتباع طريق التفاوض والإصلاح والشفافية ونزع السلاح.”
واجه السيد غورباتشوف انقلابا بدأته عناصر شيوعية متشددة في عام 1991، واعتُقل أثناء قضاء عطلة في البحر الأسود، لكن زعيم الحزب آنذاك في موسكو، بوريس يلتسين، أنهى فعليا الانتفاضة المدعومة من الجيش السوفيتي في العاصمة، وبشّر السيد غورباتشوف بالتقاعد وحلّ الاتحاد السوفيتي نهائيا.
قال السيد غوتيريش إن السيد غورباتشوف في سنواته الأخيرة “تبنى تحديا جديدا لا يقل أهمية عن رفاهية البشرية: خلق مستقبل مستدام من خلال تنمية علاقات متناغمة بين البشر والبيئة. وبهذه الروح، أسس منظمة الصليب الأخضر الدولية.”