تشكل نساء الشعوب الأصلية العمود الفقري لمجتمعات تلك الشعوب، حيث يضطلعن بدور حاسم في صون معارف الأسلاف ونقلها. كما أن لهن دور جماعي ومجتمعي متكامل بوصفهن راعيات للموارد الطبيعية وصائنات للمعرفة العلمية. كما يتولى عديد منهن زمام القيادة في الدفاع عن أراضي الشعوب الأصلية وأقاليمها، فضلا عن دفاعهن عن الحقوق الجماعية للشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم.
إلى ذلك —ومع ما لنساء الشعوب الأصلية من دور حاسم في مجتمعاتهن بوصفهن معيلات لأسرهن، وراعيات لأفراد مجتمعاتهن، وصائنات للمعارف التقليدية، وقائدات، ومدافعات عن حقوق الإنسان— فإنهن يعانين غالبًا من مستويات متداخلة من التمييز على أساس الجنس والطبقة والعرق والوضع الاجتماعي والاقتصادي.
كما تعاني نساء الشعوب الأصلية بشكل خاص مستويات عالية من الفقر؛ وتدني مستويات التعليم والأمية؛ والقيود المفروضة على حصولهن على الخدمات الصحية وخدمات مرافق الصرف الصحي الأساسية؛ والخدمات الائتمانية؛ والعمالة؛ ومحدودية مشاركتهن في المناشط السياسية؛ وتعرضهن لممارسات العنف المنزلي والعنف الجنسي. وفضلا عن كذلك، هناك كذلك تعرض حقوقهن في تقرير المصير والحكم الذاتي والسيطرة على الموارد وأراضي أجدادهم لانتهاكات على مدى قرون طويلة.
وقد أحرزت نساء الشعوب الأصلية تقدمًا صغيرًا —إلا أنه مهم— في عمليات صنع القرار في بعض المجتمعات، وحققن الريادة في الأدوار المجتمعية والوطنية، ووقفن في الخطوط الأمامية للاحتجاجات ذات الصلة بالدفاع عن أراضيهن والتنوع البيولوجي المتناقص على كوكب الأرض. إلا أن الواقع هو أن نساء الشعوب الأصلية لم يزلن يعانين نقص التمثيل؛ فضلا عن تأثرهن بعدة عوامل تأثرا سلبيا وغير متناسب بالقرارات التي تُتخذ نيابة عنهم، مما يجعلهن في كثير من الأحيان ضحايا لأشكال متعددة من التمييز والعنف.
على الصعيد العالمي، لا يحصل 47% من جميع السكان الأصليين العاملين على تعليم، مقارنة بنسبة 17% من نظرائهم من غير السكان الأصليين. وهذه الفجوة هي أوسع بين النساء.
يعمل أكثر من 86% من السكان الأصليين على مستوى العالم في الاقتصاد غير الرسمي، مقارنة بـ 66% لنظرائهم من غير السكان الأصليين
يُرجح أن تعيش شعوب السكان الأصليين في فقر مدقع أكثر بثلاثة أضعفاف من من غيرها.