استطاع فريق نسائي فلسطيني إطلاق تطبيق إلكتروني للهواتف المحمولة بهدف وصول النساء والفتيات الضحايا والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي إلى الجهات المختصة ومزودي الخدمات النسوية لطلب المساعدة.
ويسهل التطبيق الذي أطلق عليه اسم “مساحتنا”، على النساء استخدامه بسرية، ولا يشترط على النساء الإفصاح عن هوياتهن، ويكتفي بإدخال رقم هاتفهن للتواصل معهن من قبل المؤسسات التي تستطيع تقديم الخدمة.
وتقول سماح القرناوي إحدى عضوات فريق تطبيق مساحتنا لموقع أخبار الأمم المتحدة: “إن فكرة التطبيق جديدة وعندما طرحت وجدت الترحيب من المؤسسات النسوية العاملة بالقطاع والتي وفرت للفريق قواعد البيانات المطلوبة لإدخالها بالتطبيق”.
ويعتبر مركز الإعلام المجتمعي النسوي بغزة، المشرف على تنفيذ التطبيق واحتضان الفريق داخل المؤسسة وربطه مع بقية المؤسسات التي تعمل في مجال مناصرة المرأة أو تقدم خدمات مرتبطة بالنساء والفتيات المعنفات.
وتقول عندليب عدوان مديرة مركز الإعلام المجتمعي لموقع أخبار الأمم المتحدة: “إن التطبيق جاء نتيجة وجود بعض الصعوبات التي تواجه النساء المعنفات في الوصول إلى المؤسسات التي توفر المساعدة”.
وتضيف “الآن هذا التطبيق في متناول غالبية النساء بطريقة آمنة تضمن الخصوصية لتتمكن المرأة التي تستخدم هذا التطبيق من الوصول للمؤسسة التي تحتاجها”.
آلاء هتهت، إحدى عضوات فريق مساحتنا، تصف لموقع أخبار الأمم المتحدة واقع النساء في قطاع غزة، وتقول إن الكثير من النساء يقع عليهن العنف ولا يعرفن أن هناك مؤسسات تحميهن.
وتضيف هتهت إن عدم معرفة النساء بوجود مؤسسات تحميهن يؤدي إلى زيادة العنف بحقهنّ … وتتابع “عند معرفة أن هناك مؤسسات توفر لهن الحماية سيحد ذلك من العنف بحق المرأة في قطاع غزة”.
وحسب مركز الإعلام المجتمعي بغزة فإن 160 سيدة تواصلن بعد تحميل التطبيق لطلب الدعم النفسي والاستشارات، وأكثر من 355 امرأة قمن بتحميل التطبيق منذ إطلاقه في آذار/مارس 2022.
ورحبت هبة الزيان مدير مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في غزة، بفكرة التطبيق ووصفتها بالمبدعة و”خارج إطار الصندوق”.
وقالت الزيان لموقع أخبار الأمم المتحدة: “من الجيد توظيف التكنولوجيا بهدف إيجاد حلول تقودها النساء لمواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي”.
وتشير الزيان إلى أن واقع النساء في غزة صعب ومليء بالتحديات، وهو جزء من واقع الإنسان الفلسطيني في غزة الذي يعاني من ظروف الحصار والانقسام والاحتلال وأثر كل ذلك على حياة الفلسطينيين في القطاع، وخاصة النساء يعانين من ذلك بشكل تراتبي لأسباب علاقات النوع الاجتماعي والتقاليد وصعوبة وصول النساء للخدمات.
وتابعت، نجد أن النساء والأطفال هم الأكثر تأثراً بالظروف المعيشية الصعبة في قطاع غزة وغياب الخدمات ومصادر الرزق وارتفاع وتيرة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
ويقدر عدد سكان قطاع غزة بحوالي 2.11 مليون نسمة، منهم 1.07 مليون ذكر و1.04 مليون أنثى حسب ما ورد في تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وصندوق الأمم المتحدة للسكان عام 2021.
وتبين بيانات مسح العنف لمركز الإحصاء الفلسطيني عام 2019 أن من أكثر مدن القطاع التي تعاني من انتشار العنف ضد النساء المتزوجات حاليا أو اللواتي سبق لهن الزواج كانت مدينة غزة بنسبة 41 % تليها مدينة خان يونس بنسبة 40 %.