أُطلِقَت يوم 29 يونيو الماضي في جنيف نسخة منقحة عن وثيقة أساسية لحقوق الإنسان هي بروتوكول اسطنبول. فمنذ العام 1999، وَضَع بروتوكول اسطنبول المعايير الدولية لتقصي أعمال التعذيب وسوء المعاملة وتوثيقها، مُوَفِّرًا التوجيه اللازم للمحترفين في مجالات الطب وإنفاذ القانون والملاحقة القضائية والقضاء وغيرهم من المحترفين المعنيين الآخرين.
ويأتي تنقيح بروتوكول اسطنبول، أو دليل التقصي والتوثيق الفعالين للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة بحسب عنوانه الكامل، نتيجة عملية استمرت ست سنوات شارك فيها 180 خبيرًا من 51 دولة.
وقد أدار المشروع أربع منظمات من المجتمع المدني، هي منظّمة أطباء من أجل حقوق الإنسان والمجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب ومؤسسة حقوق الإنسان في تركيا ومنظمة ريدريس، بالإضافة إلى أعضاء من أربع هيئات أساسية لمكافحة التعذيب تابعة للأمم المتحدة هي لجنة مناهضة التعذيب واللجنة الفرعية لمنع التعذيب والمقرر الخاص المعني بالتعذيب وصندوق الأمم المتحدة للتبرعات لضحايا التعذيب.
تقدم النسخة المنقحة مبادئ توجيهية إضافية للمحترفين الصحيين بشأن توثيق التعذيب وسوء المعاملة في سياقات مختلفة، وتعرض دليلًا مفصّلاً للدول حول كيفية تنفيذ البروتوكول تنفيذًا فعالاً.
تسلّط النسخة المنقحة عامةً الضوء على آخر السوابق القضائية المتعلقة بمنع التعذيب والمساءلة والإنصاف، فضلاً عن الدروس المستفادة من استخدام البروتوكول على مدار العشرين عامًا الماضية.
وتم إجراء إطلاق الوثيقة رسميًا في 29 حزيران/ يونيو برعاية مشتركة بين مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان وأكاديمية جنيف للقانون الدولي الإنساني ولجنة تحرير بروتوكول اسطنبول.